ورسامون.
ومن خلال إحصاءات ومعلومات وأرقام دقيقة ومقابلات مع متخصصين وبحث متعمق في مشكلة المياه واستنزاف مواردها الجوفية؛ يشرح الفيلم كيف أدى سوء إدارة الموارد الطبيعية من جانب القطاع العام المتواطئ مع القطاع الخاص إلى إعطاء الأولوية للربح على حساب البشر والحيوانات والتربة والزراعة.
يبدأ الفيلم بتلاوة آية (وجعلنا من الماء كل شيء حي) من سورة الأنبياء، ليؤكد أهمية هذا المورد في حياة كل كائن حي على هذه الأرض، لافتا إلى أن تغير المناخ وشحّ المياه قضيتان رئيسيتان اليوم في كثير من بلدان العالم.
وعلى مدى أربعين دقيقة، يعرض الفيلم خلفية شاملة مع مشاهد مخيفة لشبح الانهيار البيئي في لبنان، وأوضاع الأنهار والبحيرات الطبيعية الكارثية التي تتحول إلى مكبات للنفايات ومصبات للصرف الصحي، والتي توجد فيها معادن كثيرة وثقيلة وملوثات متنوعة، ومنها الزئبق والنحاس والرصاص والكروم والنيكل بمعدلات تفوق بكثير المعدل المسموح به، وهو ما يعرض السكان للموت والأمراض المميتة.
والأهم أن الفيلم يُثبت كيف تنتقل هذه الملوثات القاتلة من المياه إلى التربة والمزروعات والحيوانات؛ ومن ثم إلى جسم الإنسان، والأخطر أنها تدخل إلى أعماق الأرض ويصعب معالجتها في ما بعد، وقد تحتاج إلى عشرات ومئات السنين لتلفظها.
استنزاف
ويتطرق الفيلم إلى خطورة استنزاف المياه الجوفية على كامل الأراضي اللبنانية، عبر الزيادة الكبيرة في عدد الآبار غير المنظمة، التي وصلت إلى ثمانين ألف بئر، في حين كانت عام 1970 ثلاثة آلاف بئر.
وأدى ذلك إلى زيادة نسبة الملوحة في المياه الجوفية؛ نظرا لتغذية الأحواض من مياه البحر وليس من المياه العذبة.
ومن خلال إحصاءات ومعلومات وأرقام دقيقة ومقابلات مع متخصصين وبحث متعمق في مشكلة المياه واستنزاف مواردها الجوفية؛ يشرح الفيلم كيف أدى سوء إدارة الموارد الطبيعية من جانب القطاع العام المتواطئ مع القطاع الخاص إلى إعطاء الأولوية للربح على حساب البشر والحيوانات والتربة والزراعة.
يبدأ الفيلم بتلاوة آية (وجعلنا من الماء كل شيء حي) من سورة الأنبياء، ليؤكد أهمية هذا المورد في حياة كل كائن حي على هذه الأرض، لافتا إلى أن تغير المناخ وشحّ المياه قضيتان رئيسيتان اليوم في كثير من بلدان العالم.
وعلى مدى أربعين دقيقة، يعرض الفيلم خلفية شاملة مع مشاهد مخيفة لشبح الانهيار البيئي في لبنان، وأوضاع الأنهار والبحيرات الطبيعية الكارثية التي تتحول إلى مكبات للنفايات ومصبات للصرف الصحي، والتي توجد فيها معادن كثيرة وثقيلة وملوثات متنوعة، ومنها الزئبق والنحاس والرصاص والكروم والنيكل بمعدلات تفوق بكثير المعدل المسموح به، وهو ما يعرض السكان للموت والأمراض المميتة.
والأهم أن الفيلم يُثبت كيف تنتقل هذه الملوثات القاتلة من المياه إلى التربة والمزروعات والحيوانات؛ ومن ثم إلى جسم الإنسان، والأخطر أنها تدخل إلى أعماق الأرض ويصعب معالجتها في ما بعد، وقد تحتاج إلى عشرات ومئات السنين لتلفظها.
| الفيلم يتطرق إلى خطورة استنزاف المياه الجوفية على كامل الأراضي اللبنانية عبر الزيادة الكبيرة في عدد الآبار غير المنظمة التي وصلت إلى ثمانين ألف بئر حاليا |
استنزاف
ويتطرق الفيلم إلى خطورة استنزاف المياه الجوفية على كامل الأراضي اللبنانية، عبر الزيادة الكبيرة في عدد الآبار غير المنظمة، التي وصلت إلى ثمانين ألف بئر، في حين كانت عام 1970 ثلاثة آلاف بئر.
وأدى ذلك إلى زيادة نسبة الملوحة في المياه الجوفية؛ نظرا لتغذية الأحواض من مياه البحر وليس من المياه العذبة.
|
|
ويُقسم الفيلم إلى أقسام عدة بحسب ما ظهر على الشاشة، وهي: تلوث المياه، وتلوث الإدارة، وأثرياء المياه، ومقاومة الشعب، وخلصت؟ في صرخة إنذار باستحالة العيش قريبا في لبنان إذا استمر الوضع البيئي في التدهور السريع.
ويبقى القسم المثير والجريء في الفيلم هو “تلوث الإدارة”، الذي يضع الإصبع على الجرح من خلال معلومات وشهادات يدلي بها خبراء في الاقتصاد ومتخصصون في قضايا المياه، تظهر للمشاهد كيف دمّرت المحاصصة السياسية والنظام الطائفي والدين العام والمصارف التجارية المملوكة في أغلبها للسياسيين وعائلاتهم وداعميهم وارتباط الزعامات السياسية مباشرة بإدارة المياه، ليس الماء فحسب، بل النظام البيئي بكامله.
ويعرج الفيلم إلى استفادة النافذين وكبار التجار من تدهور نوعية المياه للاستثمار في القليل مما تبقى من المياه العذبة وبيعها في عبوات بلاستيكية تضر أيضا البيئة.
ويلقي الفيلم في المشاهد الأخيرة الضوء على تحركات المجتمعات المحلية في القرى والبلدات بالتنسيق مع البلديات، وعلى التظاهرات الشعبية التي شهدتها بيروت عام 2015، من أجل رفض المشاريع الملوثة، ومطالبة الدولة بالتحرك لمعالجة الأزمة البيئية، خاصة تلوث المياه.
تظاهرات
وقال المنتج والباحث اللبناني كريم عيد صباغ “لقد صوّرنا الفيلم عقب المظاهرات الحاشدة جراء تفاقم أزمة النفايات في 2015”.
وعبر عن أمله أن “يحدث الفيلم صدمة إيجابية لدى اللبنانيين ليعاودوا رفع الصوت عاليا لإنقاذ هذا المورد الذي يهدد حياتهم جميعا”.
ويقول بول كوشران -الذي يعيش في لبنان منذ 16 عاما- “حالة لبنان البيئية على كفّ عفريت، وقمنا بتصوير هذا الفيلم لنسلط الضوء على مشكلة تتفاقم كل دقيقة، وهي تحتاج إلى إستراتيجية وطنية وقرار سياسي عاجل لحلّها”.
ويضيف “لكن من خلال بحثنا اكتشفنا أن النظام السياسي متقاعس، والشعب وحده قادر على مواجهة هذه الآفة الخطيرة”.
وافتتح مهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية ليلة الثلاثاء البرنامج الرسمي لدورته الرابعة التي يكرسها للشباب ولبيئة أفضل.
المصدر : الجزيرة,رويترز