النيزك الذي أباد الديناصورات أحدث موجة بارتفاع 1.5 كيلومتر

النيزك الذي أباد الديناصورات أحدث موجة بارتفاع 1.5 كيلومتر
منذ 66 مليون سنة، تحطم نيزك بطول نحو عشرة كيلومترات في شبه جزيرة يوكاتان الحالية، في جنوب شرقالمكسيك، ليشكل حفرة بسعة 180 كيلومترا، وعند الارتطام تطايرت مليارات الأطنان من الصخور محترقة عند عودتها للأرض نتيجة احتكاكها بالهواء.

ووصفت صحيفة لوفيغارو الفرنسية هذا المطر الجهنمي بأنه تسبب في اندلاع حرائق في جميع القارات وانتشار صدمات زلزالية في جميع أنحاء العالم، كما بقيت مليارات الأطنان معلقة في الغلاف الجوي حاجبة أشعة الشمس، ومسببة بذلك انخفاضا في درجة الحرارة على الأرض بأكثر من 15 درجة.

وتسبب الانفجار أيضا في تدمير شبه كلي لطبقة الأوزون التي كانت تحمي الحيوانات من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، وأصبحت الأرض بين عشية وضحاها بؤرة سعير، وبين عشية وضحاها اختفت معظم الديناصورات التي كانت مسيطرة وقتها.

وقالت الصحيفة إن سيناريو هذه الكارثة ظل يتطور سنة بعد سنة مع إضافات جديدة كان آخرها ما قام به باحثون أميركيون مؤخرا، حين عمدوا إلى إجراء تجربة مخبرية تحاكي تسونامي الذي نتج عن هذا الاصطدام الكارثي، وعرضوا نتيجة عملهم في المؤتمر الجيوفيزيائي الأميركي الذي عقد في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وقالت الصحيفة إن مياها ضحلة كانت تغطي مكان سقوط النيزك في ذلك التاريخ السحيق، وأدى سقوطه إلى صعود جدار مائي بارتفاع 1500 متر، كما أدى تساقط الصخور التي تطايرت في الجو عند الضربة إلى ركام بالعلو نفسه تقريبا.

وأشرف على هذه المحاكاة للدقائق العشر الأولى للانفجار وعلى طول المئات من الكيلومترات براندون جنسون من جامعة رودايدان، ونتجت عن هذا التأثير اضطرابات كبيرة هزت جميع بحار العالم، فكان ذلك التسونامي عالميا، وكان عبارة عن أمواج هائلة بارتفاع عدة أمتار، بلغت عشرة أمتار في المحيط الهادي وشمال المحيط الأطلسي، كما قالت الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن من المحتمل بلوغ الأمواج ارتفاعا أعلى من ذلك لأن علوها يزداد كلما اقتربت من الشاطئ ونقص عمق البحر، غير أن هذه الحالة بالضبط لم تتم محاكاتها لأن الباحثين كانوا يجهلون طبيعة الشواطئ في تلك الفترة.

ولكن الباحثين تمكنوا –كما تقول الصحيفة- من تقييم القوة الكلية لتسونامي الذي حصل في تلك الفترة بمقارنته بتسونامي الذي ضرب إندونيسيا عام 2004، والذي كان أشد تسونامي تدميرا.

يقول مولي رانج من جامعة ميشيغان إنه في الساعات السبع الأولى كان يحمل ما بين 2500 إلى 2900 أضعاف الطاقة الإضافية، في حين تجاوزت التيارات المائية المولدة في قاع البحر عشرين سنتيمترا للثانية في بعض الأماكن، وهذه القوة كافية لنقل جميع أنواع الترسبات لمسافات بعيدة، وزعزعة التكوينات الجيولوجية.

المصدر : لوفيغارو

https://aja.me/dwm6f

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *